هل هي فكرتك حقًا؟ أم سرقتها بلا وعي؟
لنستعرض معًا حالة تتكرر في مجال العمل الإبداعي. يتم تسليمك مهمة إبداعية، تبدأ رحلتك في التخطيط والتفكير والبحث عن الإلهام ثم يحدث أن تتضح الرؤية وترى الفكرة الإبداعية أمامك لتكتشف لاحقًا أن فكرتك ليست في الأصل فكرتك، وأنك سرقتها بدون وعي من أحد الحملات الإعلانية التي رأيتها منذ فترة.
سيناريو يتكرر، نرى فيه صدمة الموظفين الإبداعيين عند معرفتهم بأنهم قاموا بسرقة فكرية لكن بدون وعي. يتكرر هذا السيناريو في كل مجال إبداعي من كتابة الروايات وتأليف الأغاني، إلى الإعلانات الدعائية والحملات الرقمية. بدأت الدراسات السيكولوجية بإطلاق مصطلح جديد على عملية السرقة اللاواعية (التذكر الخفي) أو (Cryptomnesia)، وفيها يمكن لأدمغتنا أن تخطئ في ترجمة نصوص قرأتها أو فيلم شاهدته أو أغنية سمعتها قديمًا، وبدلًا من تذكر المصدر، ترتبط الفكرة في مخيلتك كفكرة أصلية. يقول دكتور ريتشارد مارش عالم النفس الإدراكي بجامعة جورجيا: »إذا أردنا أن نفهم كيف يمكن لهؤلاء الأشخاص رسم ناطحات سحاب أو كتابة موسيقى أو كتابة كتاب يحقق أعلى المبيعات، أظن أن علينا أن ندرك أنه لا شيء مما نصممه هو جديد بالكامل. فكل جهدٍ إبداعيٍّ ينطوي على بقايا مما اختبرناه في الماضي.«
الإلهام هو عملية معقدة، قد يقترب قليلًا من مفهوم التقليد، يمكنك أن تلاحظ ذلك من خلال نظرتك للعالم، والتي تحددها كمية تعرضك للمعلومات وماهية هذه المعلومات. والعمل الذي نبتكره ونعمل عليه، يكون مستوحى من تلك الأفكار والمعلومات والأخبار التي نتعرض لها كل يوم. يقال بأن تاريخ الإبداع هو عملية طويلة ومستمرة من التقليد، كل عمل فيه مستوحى من شيء يسبقه.
لكن كيف يمكن لشخص يعمل في مجال العمل الإبداعي، أن لا توقعه أفكاره المستوحاة في مشاكل غير متناهية مع حقوق الملكية ناهيك عن العملاء الغاضبين؟ هنا ٥ أمور تساعدك في تفادي ذلك.
١- تبنّى التأثير
كل الفنون والأفلام والمسلسلات الي نعشقها، بدأت بإلهام من تأثيرات خارجية، لا تشعر بالخجل من سبل حصولك على الإلهام تبنى ذلك وابحث عن الإلهام في كل مكان والأهم من ذلك ضع بصمتك المختلفة.
٢- احصل على رأي آخر
قد تتعرض لعملية السرقة اللاواعية في أي لحظة خلال عملك، ولذلك من الأفضل أن تعرض عملك على أشخاص حولك ليساعدونك في معرفة التشابه مع الأفكار الأخرى وتطوير فكرتك لتكون مبتكرة وإبداعية وأيضًا حتى لا تقع في مأزق.
٣- احذر من الأفكار التي تتكون في عقلك بسرعة
الأفكار الإبداعية والجديدة لن تتكون في عقلك بسهولة، ولن تصل إليها بأجوبة مألوفة. ابحث أكثر، اكتب أسئلة وجاوب عليها، ابحث عن حاجة الناس لفكرتك، بعد أن تآلفت مع الموضوع وتعرفت على تفاصيله، ستصل إلى الفكرة.
٤- من أين تأتي أفكارك؟ وما مصدرها؟
كلنا مختلفين، وكلنا نستلهم أفكارنا من أشياء مختلفة ولكن تعلّم كيف تتكون الفكرة في عقلك، انتبه لمنبعها ومصدرها، قد يساعدك ذلك في ابتكار أفكار إبداعية أكثر.
٥- لا تخجل من السؤال عن التفاصيل
قد تختبئ الفكرة في التفاصيل الصغيرة التي لن يلقي لها أحدٌ بالًا، لذا اسئل. وبعد أن تسأل، اسأل مرة أخرى، لا تقف على معلومات بسيطة تشتتك، اسأل حتى تصل إلى خيط فكرة، وتتبعها!